الإعلام المحلي في قلعة مكونة يشكل جزءاً مهماً من النسيج الاجتماعي والثقافي بالمنطقة، ورغم الدور الحيوي الذي يقوم به في نقل المعلومة وإبراز القضايا المحلية، فإنه يواجه تحديات كبيرة تؤثر على فاعليته.
من بين هذه التحديات، نجد أن التكوين الإعلامي لا يزال من النقاط التي تحتاج إلى مزيد من الاهتمام. رغم وجود إعلاميين مؤهلين ومؤطرين في بعض الحالات، إلا أن التكوين المتخصص يبقى غير متاح بالقدر الكافي لبعض العاملين في المجال، مما يحد من قدرة الإعلام المحلي على تحسين جودة المحتوى المقدم وتطوير أدائه. كما أن القوانين المنظمة لهذا القطاع، رغم وجودها، لا يتم تفعيلها بالشكل المطلوب، مما يؤدي إلى انتشار ممارسات غير منضبطة تهدد مصداقية الإعلام في المنطقة.
جانب آخر من التحديات يكمن في الوضع المالي للإعلاميين المحليين، حيث يضطر العديد منهم للعمل بأجور ضئيلة أو بشكل تطوعي، في ظل غياب الدعم الكافي من الجهات المعنية. هذا النقص في الدعم المالي يجعل من الصعب تحسين ظروف العمل الإعلامي، وبالتالي يؤثر على جودة الإنتاج الإعلامي المحلي.
وبالرغم من هذه الصعوبات، يلعب الإعلام المحلي دوراً كبيراً في إيصال صوت الساكنة إلى الجهات المعنية. فهو لا يقتصر فقط على نقل الأخبار، بل هو أداة مهمة لتسليط الضوء على قضايا المنطقة وإبراز مشاكلها. الإعلامي في قلعة مكونة يتحمل مسؤولية كبيرة في نقل الصورة الحقيقية للواقع المحلي، ويحتاج إلى الالتزام بمعايير مهنية صارمة تضمن المصداقية والموضوعية.
ومع ذلك، يعاني الإعلام المحلي من بعض النظرة السلبية من قبل فئات من المجتمع، التي قد تقلل من قيمة العمل الإعلامي. هذه النظرة قد تكون نتيجة لعدة عوامل، من بينها غياب الوعي الكافي بأهمية الإعلام ودوره في التنمية، بالإضافة إلى تأثير بعض الممارسات غير المهنية التي قد تؤثر على سمعة الإعلاميين.
من جهة أخرى، يملك الإعلام المحلي إمكانيات كبيرة للتأثير على التنمية في المنطقة، من خلال تسليط الضوء على المؤهلات الثقافية والسياحية التي تزخر بها قلعة مكونة. ورغم أن هذا البعد الاستثماري لم يُستغل بشكل كافٍ بعد، فإن تحسين آليات الإعلام يمكن أن يسهم بشكل كبير في جذب الاستثمارات وتعزيز السياحة المحلية.
وفي ظل الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي، أصبح للإعلام الرقمي دور مؤثر في المنطقة. إلا أن هذا الدور يتطلب مزيداً من التنظيم والاحترافية، حيث تتفاوت الصفحات بين الهواية والمهنية، مما يستدعي توجيه هذه المنصات نحو تعزيز الإعلام المسؤول وتحقيق الجودة في المحتوى المقدم.
جليل بوزكراوي