أعلنت الوكالة الدولية للطاقة، في تقريرها السنوي لعام 2024، أن العالم شهد ارتفاعًا قياسيًا في استهلاك الطاقة، يعد الأكبر على مدى العقد الأخير، مدفوعًا بشكل رئيسي بتزايد استخدام الكهرباء. وللمرة الأولى منذ أكثر من نصف قرن، انخفضت نسبة النفط إلى أقل من 30% من مصادر الطاقة المستهلكة عالميًا، مما يعكس تغيرًا جذريًا في المشهد العالمي للطاقة.
وأوضح التقرير أن الطلب العالمي على الطاقة ارتفع بنسبة 2.2% مقارنة بالعام السابق، وهو معدل يقارب ضعف متوسط النمو السنوي خلال السنوات العشر الماضية. ويعزى هذا النمو إلى زيادة استخدام الكهرباء بنسبة تجاوزت 4%، وهو ما يمثل 1100 تيراواط ساعة إضافية، تتخطى الاستهلاك السنوي الكامل لدولة بحجم اليابان. وتأتي هذه الزيادة الكبيرة في استهلاك الكهرباء نتيجة الطلب المتزايد على التبريد بسبب ارتفاع درجات الحرارة عالميًا، إضافة إلى ارتفاع احتياجات القطاعات الصناعية، ومراكز البيانات، وتقنيات الذكاء الاصطناعي، والسيارات الكهربائية.
وفي هذا الإطار، سجلت مبيعات السيارات الكهربائية نموًا كبيرًا تجاوز 25% خلال سنة 2024، مما جعل سيارة من بين كل خمس سيارات تباع عالميًا كهربائية بالكامل. كما لعبت الطاقة المتجددة والطاقة النووية دورًا محوريًا في تغطية 80% من النمو الإضافي في الطلب على الكهرباء، مما ساهم في تحقيق هذه التحولات الكبيرة في سوق الطاقة العالمية.